ديف هيلي

ولد ديف يوم 24/11/1957. كان طفلا شقيا بحيث لم يمر عليه يوم واحد بدون أن يجرح نفسه أو يصاب بكدمات أو يكسر نظارته، حتى بلغ العاشرة من عمره عندما شُخصّت مشكلته في العين بإصابته بالتهاب الشبكية الصباغي، الأمر الذي سيؤدي إلى فقدانه بصره. أكسبته الإصابة شهرة في المدرسة بين أقرانه: "يا للروعة! ديف سيصبح أعمى!" ولأنه لم يكن هناك أعمى سواه في المدرسة، فقد تباهى ديف بانكفاء بصره قائلا: " "لدي شيء لا يملكه أحد منكم ". درس ديف في المدارس العادية، مدرسة جريت جرين جونيور، وثانوية جورج سالتر, وقد حاز على بطولة المدينة لسباق 1500 متر لخمس سنوات.

صُدِم ديف بواقع مشكلة انكفاء بصره عندما بلغ السابعة عشرة من عمره، فقد تبخرت أحلامه في الالتحاق بالجيش، وكذلك تقدم كل زملائه لاختبار القيادة جعله يدرك العواقب الحقيقية المترتبة على انكفاء بصره. حينها بدأ يشعر بالأسى على نفسه: "لماذا أنا؟"، ولكن في الحياة لا يوجد سوى طريقين ليسلكهما المرء: طريق سلبي أو طريق إيجابي، وقد أختار ديف سلوك الطريق الايجابي.

شغل ديف العديد من الوظائف بغض النظر عن مشكلة بصره، كانت أغلبها وظائف مكتبية عدا عمله القصير في قيادة شاحنة برافعة شوكية، وهو يعترف أنه لم يكن دوما صادقا حيال مشكلته البصرية. انشأ شركته الخاصة التي استمرت لما يقرب من 7 سنوات في مجال بيع وتوزيع الأسقف والحواجز والتبطين الجاف للحوائط وأعمال النجارة. أحب ديف البيع والشراء ولكن لازمه الكثير من سوء الحظ والديون وضعف البصر. أمضى ديف 3 سنوات في كلية الملكة الكساندرا للمكفوفين حيث تعلم طريقة بريل، ومهارات الحاسب الآلي، والنجارة وخراطة الخشب، وصار بعدها يمضي الكثير من الوقت في ورشته حيث يحب أن يصمم ويصنع جميع أنواع الأثاث.

حاول ديف جاهدا طوال تلك السنوات أن يخفي حقيقة كونه أعمى، ولكن مع تزايد ضعف بصره تدريجيا، تزايدت الحوادث التي يقع فيها حتى أضطر للاعتراف بالهزيمة ولجأ إلى استخدام العصا البيضاء، الأمر الذي أشعره بالعجز والضعف وغاية الإحباط.

فجأة وبين عشية وضحاها، تغيرت حياة ديف عندما تعرف على بيتر، كلبه الأول. لم يعد يمشي محدودبا متعثر الخطى، بل صار يمشي بكل ثقة مستقيم الظهر، ويملأه الفخر. وبذلك يكون قد ضمن حركته وتنقله وهو يمضى في دربه بخطى واثقة مع رفيقه ذي الأربعة قوائم، وكذلك ضمن الاستقلالية، وهي أضمن وصفة للمغامرة، وضمن الحياة الاجتماعية التي تأتي دائما في المقام الأول بالنسبة له. وأكثر ما يأسف عليه ديف هو أنه لم يحصل على كلب مرشد في وقت أبكر من ذلك.

خاض ديف الكثير من التحديات من باب الاستمتاع، فقد أراد أن يجرب كل شيء: التزلج، والتزلج المائي، وركوب الخيل، والقفز عن المرتفعات في مدينة كورفو، والقيادة في حلبة "براندز هاتش" بمدينة كنت الانجليزية، وقيادة الدراجات النارية، وقيادة دبابة في مرتفعات سكوتلاند، ورياضة نزول الجبال، وقيادة قارب سريع بمفرده، كما وأنهى دورة "Go Ape " في غابات جريزيديلا، ودورة هجوم هوائي من الأشجار، وبالطبع فإنه يستمتع بالعدو والجري. شارك ديف في العديد من السباقات نصف الماراثونية في سباقات أقصى الشمال والجنوب، وأنهى هذه السنة خامس مشاركة له على التوالي في مارثون لندن، في فترة مدتها 3 ساعات ونصف، وهناك العديد من التحديات بانتظاره. وقد علم لتوه أنه سيشارك في ماراثون نيويورك.

إن جيف ممتن جدا لجمعية الكلاب المرشدة للمكفوفين للتغير العظيم الذي أحدثوه في حياته، وسيستمر ديف بمساعدة زوجته ديبي، وبناته الثلاث: جريس وجورجي لي وداني، وعائلته التي تدعمه، وعدد كبير من الأصدقاء، في زيادة الوعي وجمع التبرعات. وقد بلغت قيمة ما جمعه حتى اليوم ما يزيد عن 100.000 جنيه إسترليني. واعترافا بأعماله الخيرية، دعته الملكة لزيارة قصر باكنجهام لحضور حفل استقبال بمناسبة رأس السنة، كما ودعي إلى مجلس اللوردات.

للتواصل مع ديف:

البريد الالكتروني: blinddaveheeley@talktalk.net

الموقع الالكتروني: http://www.blinddaveheeley.co.uk /

مواقع يوصي ديف هيلي بزيارتها: