بريل

يمكن تعريف الأبجدية بأنها مجموعة من الرموز التي تمثل الأصوات الفردية لأية لغة منطوقة والطريقة التي تكتب بها هذه اللغة، ولكن هناك العديد من أنظمة الكتابة غير الأبجدية، والعديد من أنواع الاتصال غير الكتابة. فمثلا، هناك مجموعة واسعة من لغات الإشارة مثل تلك التي يستخدمها ضعاف السمع. وهناك شفرات مثل شفرة موريس والتي تعد هي أيضا نوعا آخر من أنواع الاتصال. وعلى الرغم من أنها لا تكتب، إلا أن إشاراتها تمثل حروفا لأبجدية ما. ويمكن اعتبار الأرقام والنوتات الموسيقية وطريقة بريل وحتى لغة الإشارة كلها أنواع من أنواع الكتابة.

لذا فإن طريقة بريل هي الأخرى نوع من أنواع الكتابة، وهي نظام للقراءة والكتابة عن طريق اللمس. عندما تنظر للمرة الأولى إلى نص مكتوب بطريقة بريل، سترى مجموعة من النقاط البارزة وتحس بها. وكأية شفرة أخرى، فإن طريقة بريل تقوم على أساس نظام منطقي. حالما تفهم هذا النظام ستتمكن من القراءة والكتابة بطريقة بريل بسهولة كبيرة، وذلك لأن بريل ليس بلغة، بل هو مجرد طريقة أخرى لقراءة وكتابة اللغة العربية أو أي لغة أخرى.

تتكون الخلية في بريل من 6 نقاط بارزة. يمكننا تشكيل 64 نمطا مختلفا عبر ترتيب النقاط في توليفات مختلفة. إن طريقة بريل عبارة عن أبجدية حقيقية ويمكن قراءتها عبر تحريك اليد من اليسار إلى اليمين على كل خط. ويبلغ متوسط سرعة القراءة 104- 125 كلمة في الدقيقة. وهناك من يستطيع قراءة 250 كلمة باستخدام كلتا يديه

ملاحظة عن بريل

 

يتساءل الناس أحيانا ألم يكن من الأسهل استخدام حروف الهجاء المطبوعة بصورة بارزة بدلا من استخدام النقاط البارزة؟ الحقيقة أنه قد تم تجريب طريقة الحروف البارزة في مطلع القرن الثامن عشر قبل اختراع طريقة بريل. ولكن كان من الصعب تلمس هذه الحروف والأصعب من ذلك كان الكتابة بها.

ولو قدر لك أن ترى شخصا متمكنا من القراءة بطريقة بريل، وأن ترى أصابعه تتحسس طريقها على صفحة مطبوعة بنقاط بارزة، ستدرك حينها العبقرية المتضمنة في النظام البسيط للنقاط الستة. يمكن للكبار والصغار القراءة والكتابة بسهولة باستخدام طريقة بريل. إنه فعلا اختراع جاء ليستمر للأبد.

 
ولكن من هو بريل؟

 

لويس بريل (1809- 1852)، رجل فرنسي كفيف، غيرت أعماله عالم الكتابة والقراءة للأبد.

ولد لويس في مدينة صغيرة تسمى كوبفريه بالقرب من باريس، وأصيب بالعمى صدفة عندما كان في الثالثة من عمره عندما حاول أن يقلد أباه الحوذي في عمله، ولكن الأمور ساءت بشكل كبير عندما أمسك بالمثقاب، وهو أداة حادة لصنع الثقوب، ولكنه انزلق من يده وأصاب عينه. التهب الجرح وانتشر الالتهاب وسريعا ما أصاب العمى كلتا عينيه.

فجأة، وجد لويس نفسه في حاجة إلى إيجاد طريقة جديدة للتعلم. بقي في مدرسته القديمة لمدة سنتين ولكنه لم يتمكن من تعلم كل شيء عبر الاستماع فقط. وبدأت الأمور بالتحسن عندما حصل لويس على منحة للدراسة في المعهد الملكي للشباب المكفوفين في باريس عندما كان في العاشرة من عمره. ولكن حتى في المعهد كان جل ما يفعله المعلمون هو مخاطبة الطلاب. احتوت مكتبة المعهد على 14 كتابا ضخما مطبوعة بحروف بارزة وكان من الصعب جدا قراءتها، وحتى تلك اللحظة بدأ صبر لويس بالنفاذ.

ثم زارهم في المعهد عام 1821 جندي يسمى تشارلز باربييه، وأطلعهم على اختراعه المسمى "الكتابة الليلية" وهو عبارة عن شفرة تحتوي على 12 نقطة بارزة تسمح للجنود بتبادل معلومات سرية في أرض المعركة بدون الحاجة للحديث. ولسوء الحظ، كانت الشفرة صعبة جدا بالنسبة للجنود، ولكنها لم تكن كذلك بالنسبة للفتى لويس ذي الإثني عشر ربيعا.

قلل لويس من عدد النقاط لتصبح 6 نقاط فقط، وعمل على تحسين هذا النظام حتى بلغ الخامسة عشر من عمره، وبعدها نشر أول كتاب في العالم بلغة بريل في العام 1829. وأضاف في العام 1837 رموزا خاصة بالرياضيات والموسيقى. ولكن وبما أن العامة ظلوا متشككين من هذه اللغة، فقد اضطر الطلاب المكفوفون لدراسة هذه الرموز بأنفسهم. وحتى في المعهد الملكي حيث عمل لويس مدرسا بعد تخرجه لم يتم تدريس بريل فيها إلا بعد وفاته. وبدأت لغة بريل في الانتشار في العام 1686 عندما قام مجموعة من الرجال البريطانيين المعروفين بالمعهد الملكي الوطني للمكفوفين بتبني هذه القضية.

نجد في يومنا هذا أن لغة بريل مستخدمة في كل دول العالم. ونجد أيضا الكتب مطبوعة على الجهتين مما يوفر الكثير من المساحة. تساعد علامات ورموز بريل المكفوفين على التحرك والتجول في الأماكن العامة والأهم من ذلك أنها تساعد المكفوفين على التواصل باستقلالية معتمدين على أنفسهم، بدون الحاجة لاستخدام النصوص المطبوعة. أثبت لويس أنه عندما يضع الإنسان لنفسه هدف ودافع، يتمكن حينها من القيام بكل الأمور التي يعجز العقل عن تصديقها.

لم تعتمد المدرسة التي كان يعمل بها لويس هذه اللغة إلا بعد مرور 8 سنوات من وفاته، ولم تعتمد فرنسا هذه اللغة بشكل رسمي إلا بعد مرور سنتين من وفاته، ولم تبدأ الدول باعتماد هذه اللغة إلا بعد العام 1890.

لم ينل لويس بريل الشهرة التي يستحقها إلا بعد وفاته.

 
تقنيات بريل

 

  1. اللوح والقلم (المُرقّم)
    اللوح والقلم (المُرقّم) أدوات محمولة وغير مكلفة تستخدم في الكتابة بطريقة بريل بنفس الطريقة التي نستخدم فيها أقلام الرصاص والأوراق للكتابة العادية.
    اللوح مصنوع من جزأين مسطحين من المعدن أو البلاستيك مضمومان إلى بعضهما في أحد طرفيهما. ينفرج اللوح لإدخال ورقة فيه. في الجزء العلوي منه صفوف تحتوي على عدد من المستطيلات العمودية، ويشتمل كل منها على ست فجوات لها نفس شكل وحجم خلية بريل، وكل فجوة متصلة بواحدة من النقاط الست. وفي الجزء الخلفي منه أيضا صفوف مجوفة تحتوي على مجموعات من خلايا بريل، بكل خلية ست نقاط مضغوطة بنفس شكل وحجم خلية بريل. أما القلم فهو قطعة معدنية لها رأس مدبب ومقبض من البلاستيك أو الخشب. يستخدم القلم لضغط نقاط بريل في الوضع المناسب بكل خلية في الورق المقوى. وتمنع الصفوف المجوفة في اللوح القلم من إحداث ثقوب أثناء ضغط النقاط. وتأتي هذه الأدوات في أشكال وأحجام مختلفة.
  2. السطر الإلكتروني
    السطر الإلكتروني عبارة عن جهاز فيه صف من الخلايا الخاصة المصنوعة من الدبابيس البلاستيكية أو المعدنية. يتم التحكم في هذه الدبابيس بواسطة الكمبيوتر وتتحرك للأعلى أو الأسفل لتعرض بلغة بريل الحروف التي تظهر على شاشة الكمبيوتر. يوصف هذا النوع من الأجهزة بأنه جهاز "متجدد" لأنه يتغير مع تحرك المستخدم وتجوله في الشاشة. عادة ما يوضع هذا الجهاز بجانب لوحة مفاتيح الكمبيوتر.
  3. مذكرة بريل الإلكترونية
    مذكرة بريل الإلكترونية عبارة عن جهاز محمول به لوحة مفاتيح بريل يستخدمها الكفيف لإدخال المعلومات. يمكن قراءة النص المخزن في هذا الجهاز باستخدام سطر الكتروني مثبت في الجهاز أو يمكن سماعه صوتيا. هذه الأجهزة مفيدة لتسجيل الملاحظات في الفصل الدراسي، وعادة ما تضاف إليها ملحقات مثل دفتر العناوين وحاسبة وتقويم.
  4. طابعات بريل
    طابعات بريل عبارة عن أجهزة ملحقة بالكمبيوتر تطبع بطريقة بريل على ورق مقوى. وهي تشبه طابعات الكمبيوتر الاعتيادية ويمكن للمستخدم أن يطبع الرسائل والتقارير وأية ملفات أخرى من الكمبيوتر.
  5. آلات طباعة بريل اليدوية
    آلات طباعة بريل اليدوية تعمل بشكل مشابه للطابعات العادية، وهي ذات 6 مفاتيح: مفتاح واحد لكل نقطة في خلية بريل، وبها زر المسافة، وزر المسح، وزر العودة، وزر الانتقال إلى السطر التالي. تستخدم هذه الآلات ورقا مقوى كالنوع المستخدم في طابعات بريل، ولكنها تعمل بغير كهرباء.
 
توجيهات للمعلمين وأولياء الأمور عند تدريس بريل للمكفوفين وضعاف البصر:

 

إن تدريس طريقة بريل للطلاب الصغار هي أكثر من مجرد تدريس معاني رموز هذه اللغة. يتعلم المكفوفون الصغار القراءة بطريقة بريل كما يتعلم المبصرون الصغار القراءة من المطبوعات، فكلاهما يتعلمان معاني هذه الرموز (سواء الحروف المطبوعة أو العلامات البارزة) وكيف أن هذه الرموز تشكل كلمات وجمل وفقرات الخ، والتي تشكل عند جمعها معا رسالة فريدة من نوعها.

 

يمكن أيضا استخدام العديد من منهجيات التعليم المناسبة للأطفال المبصرين مع الأطفال المكفوفين، ولكن مع إدخال بعض التعديلات عليها. إن اختيار منهجية ما أو دمج عدد من المنهجيات معا بحيث تتلاءم مع احتياجات الطلاب أمر بالغ الأهمية لنجاح الطلاب في عملية تعلم القراءة. تهدف هذه المقالة إلى مساعدة المعلمين وأولياء الأمور المبتدئين الذين يرغبون في تعليم أبنائهم المكفوفين القراءة بطريقة بريل.

 
العمليات التي تتضمنها عملية القراءة

 

تشتمل القراءة على 12 عملية فكرية:

  1. التعرف على الموضوع الرئيسي والأفكار المساعدة.
  2. التعرف على تسلسل الأحداث والتطورات.
  3. التنبؤ بالنتائج وتوقع ردود الأفعال .
  4. الاحتفاظ بتفاصيل مواد ذات مفاهيم عالية.
  5. التعرف على الأسباب الظاهرة أو الضمنية والنتائج.
  6. التعرف على الكلمات المحورية بالغة الأهمية والتي تدل على التسلسل والنقيض والسبب والنتيجة.
  7. التمييز والتفريق بين الوقائع والآراء.
  8. تقدير أطياف المعاني التي تعبر عنها الكلمات المختلفة.
  9. تقييم القيم وممارسة إصدار الأحكام.
  10. تقييم مصدر المعلومات.
  11. ضبط نمط الاستماع والتفكير مع نوع المادة والهدف من الاستماع.
  12. اختيار وتلخيص المواد ذات الصلة بالهدف من الاستماع.
    هذه العمليات ضرورية لبناء فهم الطفل لما يقرأه، ويجب أن تساعد أنشطة القراءة الطفل على تطوير وتنمية مهاراته في استخدام هذه العمليات.
 
مبادئ تعليم القراءة

 

تمحورت منهجيات وأساليب القراءة خلال السنوات الأخيرة على الطالب نفسه، لا لتعزيز معرفته وقدراته فحسب بل لتعزيز استقلاليته أيضا. من المهم للطالب أن يمتلك قاعدة معرفية قوية عند بدءه بتعلم القراءة، فالأطفال الذين لا يمتلكون معرفة قوية بالبيئة والمفاهيم المتعلقة بالطباعة سيواجهون مشاكل في القراءة وسيعانون منها، ومن هذه المشاكل: مشاكل متعلقة بالفهم، ومشاكل تفكيك المعاني، ومشاكل متعلقة بالكلمات. وقد يواجه الأطفال المكفوفون مشاكل في تطوير المفاهيم بسبب عدم قدرتهم على ملاحظة ومتابعة نفس الأشياء بطريقة طبيعية كما يفعل نظراءهم من غير المكفوفين. إن التصدي لمعالجة هذه المشاكل قبل فترة تعلم القراءة أو خلالها أمر ضروري وبالغ الأهمية.

 
أمور يجب تذكرها

 

هناك عدة عوامل تؤثر في تعليم القراءة بطريقة بريل، منها ما يجب أن نتذكره عند التخطيط للاستراتيجيات التعليمية:

  1. يعتبر كل جزء من أجزاء الكلمة وحدة حسية إدراكية وليس الكلمة كلها كاملة.
  2. إن شكل أو ترتيب النقاط هو الضروري لفهم علامة بريل وليس عدد هذه النقاط.
  3. يستخدم الذين يقرؤون بطريقة بريل أسلوبا تركيبيا بمعنى أنه يتعين عليهم أولا التعرف على كل علامة بمفردها في تسلسل سياق الكلمة كاملة، ثم تذكر هذه العلامات، ومن ثم دمج هذه العلامات معا لقراءة الكلمة كاملة.
  4. القرائن السياقية واللغوية مفيدة جدا مع المواد السهلة والمألوفة. أما التحليل الصوتي والبنائي فينفع أكثر مع المواد الصعبة.
  5. قد يكون معدل القراءة بطريقة بريل أبطأ من معدل القراءة العادية، وقد لا يكون الأمر كذلك.
    من المهم أيضا أن نضع في اعتبارنا العوامل أو الأبعاد العاطفية أو البيئية التي يمكن أن تؤثر على قدرة الطفل أو استعداده للقراءة، فالأطفال المصابون بالاكتئاب مثلا قد يلجئون للقراءة كوسيلة للهرب، ولكنهم من ناحية أخرى قد يعانون من صعوبات ناتجة عن تدني تقديرهم لذاتهم. ومن الملاحظ أن العائلات التي لديها توجهات متفائلة وتوقعات واقعية تجاه أبنائهم، ينجح أطفالهم في القراءة ويستمتعون بها أكثر.
 
أساليب ومنهجيات التعليم

 

  1. القراءة الأساسية
    من المعروف أن القراءة الأساسية من أكثر الأساليب التعليمية شيوعا، وقد تعلم الكثير من ضعاف البصر باستخدام نفس طريقة القراءة الأساسية التي يستخدمها زملاؤهم في الصف. وميزة القراءة الأساسية هي عرضها المتسلسل للمهارات، ولكن أكبر مساوئها بالنسبة للطلاب المكفوفين هو اعتمادها الكبير على الصور وعدم مراعاتها للصعوبات التي تتضمنها اختصارات طريقة بريل.
  2. الأنماط
    طورت دار الطباعة الأمريكية للمكفوفين البرنامج الأولي لطريقة بريل لعرض عناصر من نظام علامات بريل ومهارات القراءة بطريقة تسلسلية والتي تتركز على خبرات واحتياجات الطلاب المكفوفين. وقد صمم البرنامج لكي يعمل وحده كأسلوب لتعليم القراءة بطريقة بريل للأطفال المكفوفين، مع دمج هذا الأسلوب مع غيره من الأساليب التعليمية.
    من الواضح أن الأنماط تتمتع بميزة وهي تلاؤمها مع الطلاب المكفوفين، ولكن هناك عدة مساوئ لها لو استخدمت كأسلوب وحيد لتعليمهم القراءة، حيث إنها تتطلب تواجد معلم للطلاب ضعاف البصر بشكل يومي. وربما تتطلب أن يتم فصل الطالب الكفيف عن زملاءه المبصرين عند إعطاء تعليمات القراءة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن قدرته على الوصول إلى النصوص والكتب الإبداعية محدودة أثناء العملية التعليمية بسبب التقديم التدريجي للاختصارات. قد يجيد بعض الأطفال المتحمسين الأداء أكثر عن من سواهم وهم في طريقهم للانتقال للمستوى الثاني من تعلم طريقة بريل.
  3. التعليم بالطريقة الكلية
    أصبح التعليم بالطريقة الكلية من الأساليب الشائعة، وهو يتضمن استخدام أقل لمنهجية القراءة الأساسية واستخدام أكثر لمواد ونصوص أدبية حقيقية. ويستفيد هذا الأسلوب من الخبرات التعليمية التي تظهر بصورة طبيعية، حيث يتم تشجيع الطلاب على القراءة باستقلالية والتجاوب مع ما يقرؤون بعدة طرق منها الكتابة والمحادثة. يمكن للمعلم أن يستخدم مواد إضافية بشكل عشوائي لتعليمهم كلمات جديدة. وإذا تواجد معلم لضعاف البصر أو مساعد معلم لديه معرفة بطريقة بريل وإلمام باحتياجات الطالب الكفيف طوال اليوم في الفصل، فحينها يمكن دمج الطفل الكفيف في صف التعليم بالطريقة الكلية مع أقرانه المبصرين. ولكن من مساوئ هذا الأسلوب هو أنه يتضمن استخدام صور ومواد لا يمكن للكفيف الوصول إليها. يمكن الاستفادة من التكنولوجيا والتقنيات الالكترونية لتسهيل وصول الطالب الكفيف لهذه المواد بصورة أسرع إذا كانت متوفرة.
    تستغرق هذه الطريقة وقتا طويلا من جانب المعلم لإعداد المواد اللازمة وقضاء وقت في الفصل الدراسي مع الطلاب ضعاف البصر، ولكن المعلمين الذين يتبعون هذه الطريقة يشعرون بالارتياح منها لعلمهم بتحسن قدرات طلابهم في القراءة والكتابة.
  4. أسلوب الخبرات والتجارب اللغوية
    يتضمن أسلوب الخبرات اللغوية استخدام لغة الطالب نفسه وخبراته وتجاربه الخاصة لإعداد مواد تعليمية ذات معنى للقراءة. يسمح هذا الأسلوب التعليمي للطالب بأن يراقب كيفية القيام بعملية الكتابة وأن يقرأ الكلمات المألوفة لديه.
    الخطوات اللازمة لإعداد قصة باستخدام هذا الأسلوب:
    1. أعط الطالب تجربة ما لتكون محتوى هذه القصة.
    2. اسمح للطالب بوصف هذه التجربة شفهيا.
    3. اكتب ما ذكره الطالب.
    4. ساعد الطالب على قراءة ما كتبته أنت.

ميزة هذا الأسلوب أنه يساعد الأطفال على فهم أن ما يرونه مطبوعا هو عبارة عن كلام منطوق تم تدوينه. وغالبا ما يستخدم هذا الأسلوب مع الطلاب الصغار قبل أن يبدؤوا باستخدام طريقة الأنماط أو مع دمجها مع غيرها من الأساليب التعليمية.

 
تعليم بريل للطلاب ضعاف البصر

 

أصبحت طريقة بريل خيارا مقبولا أكثر من ذي قبل في أوساط الطلاب ضعاف البصر، خصوصا أولئك الذين يعتمدون على الخطوط ذات الأحجام الكبيرة جدا. يتعلم العديد من هؤلاء الطلاب باستخدام الوسائط، ويتخذون خياراتهم الخاصة للتعلم حسب الموقف التعليمي الذي يمرون فيه. يعتمد نجاح تعليم بريل للطلاب ضعاف البصر بشكل كبير على المعلم وأولياء الأمور، وأن يكون لدى الطالب نفسه ميل ايجابي نحو التعلم بطريقة بريل. من المهم ألا ننظر لطريقة بريل على أنها رمز للضعف أو على أنها فقط للطلاب المكفوفين، ولكن يجب النظر إليها على أنها أداة مساعدة للشخص في المواقف التي تكون فيها القراءة باستخدام الحروف الكبيرة عملية مرهقة أو غير عملية.

من المهم استخدام أساليب ومواد تزيد من دافعية الطلاب ضعاف البصر لتعلم طريقة بريل. يمكن أن تشتمل هذه الأساليب والمواد على قوائم وجداول زمنية لتعلم طريقة بريل، وأن تشتمل على مواد للقراءة من صميم اهتمامات الأطفال، وأن يسمح لهم بمراسلة أصدقائهم باستخدام بريل.

من المهم أيضا أن نشجع الطلاب ضعاف البصر على ألا يسترقوا النظر إلى النقاط. سيحاول العديد منهم قراءة حروف بريل بصريا، الأمر الذي سيؤدي إلى بطئ اكبر في تعلمهم الطريقة، ومن المستحسن استخدام غطاء للعينين لمنعهم من استراق النظر.

ومن الممكن أن تؤثر العوامل النفسية على تطور تعلم الطلاب ضعاف البصر لطريقة بريل. فالاحتكاك مع المكفوفين الذين يجيدون استخدام طريقة بريل قد يساعد على تخفيف مخاوفهم والتقليل من حدة مواقفهم السلبية المصاحبة لتعلمهم طريقة بريل.

قد يحتاج الطلاب ضعاف البصر إلى الإرشاد أثناء عملية القراءة وقد لا يحتاجون، وذلك يعتمد على نجاحهم المسبق مع القراءة البصرية العادية، فالطلاب الذين نجحوا في تعلم القراءة العادية قد يحتاجون فقط لتعلم رموز بريل كوسيلة للقراءة.

 
كسب دعم أولياء الأمور وأفراد الأسرة

 

إن تشجيع أفراد الأسرة على تعلم طريقة بريل يعزز من دافعية التلاميذ تجاه التعلم. إن القدرة على القراءة والكتابة بطريقة بريل تمنح أفراد الأسرة الفرصة لمساعدة الطلاب في أعمالهم المدرسية وأن يتواصلوا معا عندما يترك أحد الأفراد المنزل. كما أن ذلك يظهر للطالب أن بريل مهم جدا لأفراد الأسرة لدرجة أنهم قاموا بتعلمه وعليه فإن تعلم بريل مهم ويستحق التعلم.

 
المراقبة

 

إن مراقبة من يجيدون القراءة والكتابة بطريقة بريل طريقة جيدة لتشجيع الطلاب على التعلم. الاحتكاك مع كبار المكفوفين الذين يستخدمون طريقة بريل بانتظام يظهر للطلاب أنها طريقة طبيعية وتبعث على الاحترام، وأنها طريقة فعالة للقراءة.